بحسب مصادر صحيفة الجريدة (الموثوقة) فقد برز توجه حذبي حكومي واضح لرفع الدعم نهائياً عن السلع وتحويله لدعم الانتاج خلال موازنة العام ۲۰۱۷ م التي سيبدأ الاعداد لها في سبتمبر المقبل وبرفع الدعم هذا سترتفع اسعار السلع الاستهلاكية الى كثر من 70% من سعرها الاصلي .
* وحسب المصادر فقد أقر وزير المالية الذي منذ ان استلم منصبه والبلاد في حالة تدهور لا يعلم بها الا الله اكد بأن أزمة الاقتصاد السوداني سياسية في المقام الأول، ولا أدري من أين جاء السيد الوزير بكل هذه النباهة وهو يقر اخيراً بأن السبب في كل ما وصل إليه السودان من إنهيار في المرافق هو (السياسة والاحزاب)، والسياسة التي أشار اليها ولم يفصح عنها الوزير حسب رؤيتي الشخصية هي الحرب التي إندلعت في كل الإتجاهات وغطت على معظم التفاصيل الإيجابية للوطن، حتي جاع الشعب في وطن كان مرشحاً ليكون سلة غذاء العالم وقد وصلت البلدان التي كانت معه الى مرتبة الدول العظمى ، وعطش في بلد تشقه الانهار الطويلة وتجري تحته المياه الجوفية ما مهد لتكون المساحات الضخمة تتمتع بنوعين من أنواع الزراعة، مروية ومطرية، ولكنها السياسة التي لا تسمن ولا تني من جوع .
* (السياسة) التي أدت لرفع الدولار على حساب الجنيه بجنون وجعلت الجنيه يتضائل بسرعة كبيرة جدا اما نظيره الاخضر وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ السودان، هي نفسها (السياسة) التي عزلت السودان دولياً، وعرضته لأقسي أنواع العقوبات والتي نتباكي عليها الآن ونلعن أبو خاشا.
* وهي نفسها (السياسة) التي أدت لشح السيولة ومضايقة وملاحقة الدول الدائنة كما ذكر الوزير، ونتفق معه تماماً ونؤكد على حديثه بشدة، ولكنه لم يذكر لنا أسباب وصول السودان لهذا الدرك، وكيف أنه ومنذ أن تبوأ المنصب لم يقدم لنا حلولاً لإيقاف هذا النزيف الذي أفقر المواطن وجعله فاقداً للحيلة والطموح، ليزيد عليه اليوم المزيد من الألم والقهر، بنيته رفع الدعم عن السلع نهائياً ليعمل سيادته على ترميم حائط الوطن الذي تشقق بأمر(السياسة) ولم يعد يصلح لبناء جديد حتي ولو (جالوص).
* لم يجلس مسؤول واحد جلس في أي كرسي مسؤولية ليعمل مسح شامل وحقيقي للأزمة التي يعيشها الوطن، ولم يقدم لنا مسؤولاً واحداً حلاً مقنعاً على حساب حكومته لصالح المواطن، بل العكس، كل المعالجات كانت تتم على حساب المواطن (الحيطة القصيرة)، وجميعها حلول مؤقتة وإسعافية تزيد تأزم الموقف لتأتي حلول اخرى لا تختلف عن سابقتها إلا في كونها
اأسوأ منها.
* السودان الدولة متعددة الثقافات والإثنيات والمناخ، كان من الممكن أن يتم استغلال كل هذه الميزات أفضل إستغلال، ولكن (السياسة) كما ذكر الوزير أفشلت كل ما وهبته الطبيعة للبلد الاستثنائي في كل شئ، والتي لم تستطع الحكومة التعامل معها بوعي فكان التشظي والتناحر الذي عجل بنهاية مفاوضات كان يمكن أن توقف نزيف الدم والموارد، ولكنها (السياسة) سيدي
الوزير، عجلت بالنهاية قبل أن تبدأ.
* سيدي الوزير، عليك مراجعة سياستكم تجاه شعبكم أولاً، وتحسين علاقاتكم الدولية ثانياً، يرفع عنكم الحصار الاقتصادي إضافة إلى الديون الخارجية والفوائد المترتبة عليها، وقبل ذلك عليكم بتقليل الصرف على الفارغة والمقدودة وممارسة أبسط أنواع التقشف، ودعوا المواطن يهنأ قليلاً فهو لا يستحق كل هذا الضغط.